أوضح الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال ظهوره في برنامج “مع الناس” على قناة الناس، أهمية التسبيح الذي بدأ به الله سبحانه وتعالى سورة الإسراء في قوله: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ”.
وأشار إلى أن اختيار التسبيح بدلًا من الحمد جاء لإظهار التعجب والإشارة إلى عظمة رحلة الإسراء والمعراج، التي كانت منحة إلهية خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الدكتور تمام: “التسبيح هنا يعبر عن دهشة العرب واستغرابهم، تمامًا كما نقول ‘سبحان الله’ عندما نصادف أمرًا عجيبًا.
وهذا يوضح أن الرحلة المباركة كانت أمرًا خارقًا للعادة والنواميس الكونية، إذ طوى الله الزمان والمكان لنبيه الكريم في جزء من الليل، وهو ما يُظهر قدرة الله المطلقة وتنزُّهه عن أي نقص”.
رحلة الإسراء.. تحدٍ للعقل البشري وحسابات البشر
وأضاف الدكتور هاني أن العرب في ذلك الوقت كانوا يستغرقون شهرًا كاملًا للسفر بين مكة والقدس، بينما أُسرِي بالنبي صلى الله عليه وسلم في جزء بسيط من الليل.
وأوضح أن هذه الرحلة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي درس للبشرية يؤكد أن ما يعجز عنه الإنسان، لا يعجز عنه الله سبحانه وتعالى.
وتابع قائلًا: “الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الرحلة أن يبين للناس أن الأمور التي تُستحيل في عقل البشر هي ممكنة تمامًا في قدرته عز وجل ما يعتبره الإنسان خيالًا أو معجزة هو في واقع الأمر دليل على قدرة الله التي لا حدود لها”.
درس الإيمان بقدرة الله المطلقة
وأكد الدكتور تمام أن رحلة الإسراء والمعراج كانت اختبارًا لعقول البشر وقلوبهم، وهي دعوة للإيمان المطلق بقدرة الله تعالى.
وقال: “هذه الرحلة علمتنا أن نثق بحكم الله وإرادته، فكل شيء في هذا الكون يتم بأمره، وما كان يبدو مستحيلًا على الناس في ذلك الوقت هو في الحقيقة أمر بسيط لله القادر على كل شيء”.
القرآن يثبت الواقعة كحدث حقيقي
وأشار الدكتور هاني تمام إلى أن القرآن الكريم أورد هذا الحدث العظيم في سورة الإسراء بصيغة قطعية لا تقبل الشك، مما يثبت أنها واقعة حقيقية عجزت عقول البشر عن تصورها لكنها وقعت بتدبير إلهي محكم.
خلاصة الرحلة.. عبودية النبي وعظمة الله
واختتم الدكتور تمام حديثه بالتأكيد على أن استخدام لفظ “بِعَبْدِهِ” في الآية دليل على المكانة العالية التي بلغها النبي صلى الله عليه وسلم بعبوديته الخالصة لله، وأن الرحلة بأكملها كانت إشارة لعظمة الخالق الذي لا يعجزه شيء.
