أعلنت وسائل إعلام سودانية، اليوم الإثنين، عن مقتل اللواء عبد الله حسين، قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، إثر غارة جوية شنها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني.
ووقع الهجوم بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش في مدينة الكاملين شمالي ولاية الجزيرة، التي تعد من أبرز مناطق الصراع في السودان.
وبحسب مصادر عسكرية لموقع “سودان تربيون”، قُتل الجنرال عبد الله حسين مع عدد كبير من قواته في الغارة الجوية أثناء الاشتباك مع قوات الجيش في تخوم مدينة الكاملين بولاية الجزيرة وسط السودان. وأضافت المصادر أن الجنرال حسين تم تعيينه قائدًا لقوات الدعم السريع في الولاية بعد انشقاق القيادي أبو عاقلة كيكل وانحيازه إلى الجيش السوداني، مما يمثل تطورًا خطيرًا في معركة السيطرة على المنطقة.
وكان الجيش السوداني قد أعلن، يوم السبت الماضي، استعادة السيطرة على مدن تمبول ورفاعة والحصاحيصا والمناطق المحيطة في ولاية الجزيرة. وذكر “سودان تربيون” أن قوات درع السودان، بقيادة أبو عاقلة كيكل، سيطرت على تمبول وقرى شرق الجزيرة في يناير الماضي، لكنها تراجعت بعد هجوم مضاد لقوات الدعم السريع.
وفي إطار التصعيد العسكري، قال العميد عبادي الطاهر، قائد متحرك “النبأ اليقين”، إن قوات الجيش تمكنت من تحرير رفاعة والحصاحيصا، متعهدًا بالقضاء على قوات الدعم السريع التي انسحبت من المدينتين. وأضاف أن الجيش كان يدعو قوات الدعم السريع للتسليم لتفادي المزيد من الخسائر، مؤكدًا : “أن بوادر انهيار الميليشيا بدأت، والآن نقول إنها انهارت تمامًا”. وأوضح الطاهر أن الجيش عازم على تتبع قوات الدعم السريع حتى آخر موقع لها في السودان.
من جانبه، أكد أبو عاقلة كيكل، قائد قوات “درع السودان”، استعادة السيطرة على مدينة تمبول ورفاعة والحصاحيصا، مما يسمح للجيش السوداني بالتقدم إلى ريف شرق النيل. وذكر كيكل أن السيطرة على هذه المدن تمثل خطوة استراتيجية هامة نحو تضييق الخناق على قوات الدعم السريع، وفتح جبهة جديدة في مناطق شرق النيل التي تشهد اشتباكات مع قوات الجيش.
الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي بدأت في 15 أبريل 2023، ما تزال مستمرة، حيث يسعى الطرفان للسيطرة على المواقع الاستراتيجية والمقرات الحيوية في السودان. ورغم الوساطات الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الجهود لم تنجح في التوصل إلى هدنة دائمة حتى الآن. وكانت جهود الوساطة قد فشلت في تحقيق تقدم ملموس في وقف العنف المستمر.
وتجدر الإشارة إلى أن الخلافات بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد خرجت للعلن بعد توقيع الاتفاق الإطاري بين المكون العسكري وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى اندلاع القتال بشكل علني وصراع شامل بين الطرفين. بعد انهيار هذه الاتفاقات، اتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في السلطة وعدم تسليمها للمدنيين، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمردًا ضد الدولة السودانية، مما جعل الوضع العسكري في السودان أكثر تعقيدًا.
