تعليق الزوجة دون طلاق.. حكمه الشرعي وتأثيره على الأسرة

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الزواج في الإسلام يقوم على أسس المودة والرحمة، مستشهدًا بقول الله تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”.
وأوضح أن العلاقة الزوجية يجب أن تُبنى على الاستقرار والاحترام المتبادل بين الطرفين، لضمان حياة أسرية متوازنة خالية من المشكلات التي قد تؤثر على الزوجين والأبناء على حد سواء.
تعليق الزوجة دون طلاق.. مخالفة شرعية وأضرار اجتماعية
وأوضح الشيخ محمد كمال، خلال لقائه في برنامج “فتاوى الناس”، الذي يقدمه الإعلامي مهند السادات على قناة “الناس”، أن “التعليق” هو أن يترك الزوج زوجته دون طلاق رسمي أو منحها حقوقها الشرعية، مشيرًا إلى أن هذا الفعل حرام شرعًا لما له من تبعات نفسية واجتماعية خطيرة على المرأة والأسرة ككل.
وأضاف أن الزوجة المعلقة تكون في حالة من الضياع بين الزواج والطلاق، فهي ليست متزوجة بالمعنى الكامل الذي يحقق لها حقوقها، ولا مطلقة تستطيع بدء حياة جديدة، ما يجعلها تعاني من الاضطراب النفسي والعاطفي والاجتماعي.
النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالعدل والمعاملة الحسنة
وأشار أمين الفتوى إلى أن تعليق الزوجة لا يحل أي مشكلة، بل يزيد الأمور تعقيدًا، ويؤثر سلبًا على العلاقة بين الزوجين، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، وهي دعوة صريحة لأن يكون الرجل رحيمًا وعادلًا مع زوجته، وأن يحافظ على استقرار الأسرة قدر المستطاع.
وشدد على أن مسؤولية الزوج لا تقتصر فقط على توفير الاحتياجات المادية، بل تشمل الاهتمام بالمشاعر والعلاقات الأسرية، مؤكدًا أن الإسلام يحث على التسامح والتفاهم في حل المشكلات الزوجية بدلاً من اللجوء إلى تعليق العلاقة وترك الزوجة في وضع غير واضح.
رأي العلماء في مسألة تعليق الزوجة
واستشهد الشيخ محمد كمال بآراء الفقهاء حول قضية الزوجة المعلقة، مشيرًا إلى أن الإمام القرطبي وصف المعلقة بأنها المرأة التي لا هي متزوجة تعيش حياة طبيعية مع زوجها، ولا هي مطلقة تستطيع اتخاذ قرارات جديدة في حياتها، مؤكدًا أن هذه الحالة محرم شرعًا، لما فيها من ظلم وإضرار بحقوق المرأة.
الحل الشرعي للمشكلات الزوجية
وختم أمين الفتوى حديثه بالتأكيد على أن الإسلام وضع حلولًا واضحة للمشكلات الزوجية، تبدأ بالحوار والتفاهم، مرورًا بمحاولات الإصلاح بين الزوجين عبر وسطاء من العائلتين، وإن تعذر التوافق فالطلاق هو الحل الشرعي الذي يحفظ حقوق كل طرف ويمنح الزوجة الفرصة للبدء من جديد.
وأكد أن ترك الزوجة معلقة دون اتخاذ أي قرار ظلم بيّن يتنافى مع مبادئ الإسلام، داعيًا الأزواج إلى تحمل مسؤولياتهم الشرعية والأخلاقية، والسعي إلى بناء حياة أسرية قائمة على المحبة والعدل والاحترام المتبادل.