نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، ندوة ختامية ضمن سلسلة “قراءة في كتاب”، حيث ناقش الحاضرون كتاب “قضايا المرأة بين الإنصاف والاعتساف”، بحضور الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر، ورئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر.
أدار الندوة الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية.
شدد الدكتور عباس شومان على المكانة الرفيعة التي تحظى بها المرأة في التشريع الإسلامي، موضحًا كيف كرّمها الإسلام وحفظ لها حقوقها عبر مختلف العصور.
وتناول الحديث الفروقات بين الشريعة والقانون فيما يخص قضايا المرأة، مشددًا على أهمية الحوار المجتمعي حول مشروعات القوانين التي تمس الأسرة، خاصة تلك المتعلقة بتوثيق العقود الشرعية والقانونية، وأثر ذلك على الواقع العملي والتعاملات القانونية.
الأسرة بين الإفراط والتفريط ودور الحجاب في حماية المرأة
تطرقت الندوة إلى قضية أحكام الأسرة بين الإفراط والتفريط،
أكد الدكتور شومان أن الأسرة هي اللبنة الأساسية لحماية الأخلاق والمجتمعات، مشيرًا إلى أن أي تفريط في حقوق أحد أطرافها يؤثر سلبًا على البناء الاجتماعي.
شدد على أن الحجاب تكريم للمرأة وليس تقييدًا لحريتها، بل هو وسيلة لصون كرامتها ووقايتها من الطمع والاستغلال.
وأوضح أن التبرج يعد رفضًا لهذا التكريم الإلهي، حيث يتنافى مع القيم الإسلامية التي تعزز مكانة المرأة وتحافظ على مكانتها في المجتمع.
ندد الدكتور شومان بظاهرة المساكنة، واصفًا إياها بأنها “عين الظلم للمرأة، حيث تهدر كرامتها وعفتها”، مشيرًا إلى أنها تتعارض مع التعاليم الدينية والأخلاقية التي تحرص على حماية حقوق المرأة والأسرة.
دور المرأة في تولي المناصب العليا بين الأدلة الشرعية والواقع العملي
ناقشت الندوة أيضًا قضية تولي المرأة للمناصب القيادية، حيث أكد الدكتور عباس شومان أن الخلاف الفقهي حول المسألة لم يتجاوز دائرة الدلالة الظنية، مما يعني أن الاجتهاد الفقهي يظل متاحًا وفق متغيرات الواقع.
وأضاف أن التجارب التاريخية أثبتت قدرة المرأة على تولي المناصب العليا، حيث شغلت مناصب مثل القضاء ورئاسة الدولة في عصور مختلفة، مشيرًا إلى أن الحكم على فشل المرأة في هذه المناصب يعد إجحافًا غير مستند إلى حقائق علمية أو تاريخية.
مشاركة متميزة للأزهر في معرض الكتاب
يشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك في إطار دوره التوعوي والتعليمي لنشر الفكر الإسلامي الوسطي.
ويقع الجناح في قاعة التراث رقم “4”، على مساحة تقدر بنحو ألف متر، تشمل عدة أركان مميزة، من بينها قاعة للندوات، وركن للفتوى، وركن للخط العربي، وركن خاص للأطفال والمخطوطات.
ويحرص جناح الأزهر على تقديم برامج ثقافية ودعوية متنوعة، تهدف إلى توضيح القضايا المعاصرة برؤية إسلامية مستنيرة، تعكس مبادئ العدل والمساواة التي أرستها الشريعة الإسلامية.
