فضل قراءة سورتي الكافرون والإخلاص في الفجر يوميًا

الصلاة عماد الدين، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وقد كان للنبي محمد ﷺ هديٌ فريدٌ في أدائها، يفيض بالحكمة والرحمة. ومن السنن الثابتة عنه ﷺ، المواظبة على قراءة سورتي الكافرون والإخلاص في ركعتي سنة الفجر، لما فيهما من معانٍ عظيمة تعزز التوحيد والإخلاص لله عز وجل.
في هذا التقرير، من خلال جريدة وموقع اليوم نسلط الضوء على هذه السنة المباركة، وفضلها، وأثرها الروحي في حياة المسلم.
الصلاة في الإسلام ليست مجرد طقوس يؤديها المسلم، بل هي صلةٌ روحية بين العبد وربه، يجد فيها راحة النفس وطمأنينة القلب. ومن الهدي النبوي الثابت، أن رسول الله ﷺ كان يحرص على قراءة سورتي الكافرون والإخلاص في ركعتي سنة الفجر، وهو ما ورد في عدة أحاديث صحيحة عن النبي الكريم، مما يبرز أهمية هذا السلوك النبوي وفضله العظيم.
سنة ثابتة وهدي نبوي
كان النبي ﷺ شديد الحرص على أداء ركعتي الفجر، ولم يكن يدعهما في سفر ولا حضر، حتى قال ﷺ:
“ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها” (رواه مسلم).
أما فيما يخص السور التي كان يقرؤها في هاتين الركعتين، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
“أن النبي ﷺ كان يقرأ في ركعتي الفجر: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)” (رواه مسلم).
وهذا يدل على أن هذا الفعل لم يكن عارضًا، بل كان من السنن المتبعة التي داوم عليها رسول الله ﷺ، مما يجعل اتباعها فضيلةً وسنةً مؤكدة للمسلمين.
لماذا سورتي الكافرون والإخلاص؟
اختيار النبي ﷺ لهاتين السورتين تحديدًا في سنة الفجر يحمل في طياته أسرارًا عظيمة ومعاني إيمانية راقية، فلكل منهما دلالة قوية تتعلق بعقيدة التوحيد الخالص:
1. سورة الكافرون:
هي إعلانٌ للتوحيد ورفضٌ للشرك بكل صوره، حيث يخاطب الله تعالى فيها المشركين بقوله:
“لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ” (الكافرون: 6).
تعبر السورة عن الحزم في العقيدة والثبات على الإيمان، وهو ما يحتاجه المسلم مع بداية يومه ليجدد عهده مع الله.
2. سورة الإخلاص:
توضح كمال وحدانية الله تعالى وتنزهه عن أي نقص، في قوله سبحانه:
“قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ…” (الإخلاص: 1-2).
هذه السورة تعدل ثلث القرآن كما ورد في الحديث النبوي، وتغرس في قلب المسلم الإيمان بوحدانية الله المطلقة.
التأثير الروحي والعملي لقراءة السورتين في ركعتي الفجر
لا شك أن المواظبة على قراءة سورتي الكافرون والإخلاص في سنة الفجر لها فوائد عظيمة، منها:
1. تجديد العقيدة والتوحيد: يفتتح المسلم يومه بالتأكيد على إيمانه بالله وحده ورفضه لكل أنواع الشرك.
2. غرس روح الإخلاص: قراءة السورتين تمنح المسلم إحساسًا بالصفاء القلبي، إذ تتحدثان عن توحيد الله ونبذ النفاق.
3. التركيز والخشوع في الصلاة: اتباع سنة النبي ﷺ يساعد على تحقيق الخشوع والطمأنينة في العبادة.
4. زيادة البركة في اليوم: إذ أن ركعتي الفجر موصوفتان بأنهما “خير من الدنيا وما فيها”.
5. تحصيل الأجر العظيم: فاتباع سنة النبي ﷺ يؤدي إلى نيل شفاعته يوم القيامة.
كيف يطبق المسلم هذه السنة في حياته؟
لكي يحافظ المسلم على هذا الهدي النبوي، يمكنه اتباع هذه الخطوات البسيطة:
1. الالتزام بأداء سنة الفجر بانتظام، سواء في البيت أو المسجد.
2. قراءة سورتي الكافرون والإخلاص في كل ركعة، حتى تصبح عادةً يومية.
3. التأمل في معاني السورتين أثناء التلاوة، مما يزيد من تأثيرهما الروحي.
4. تشجيع الأهل والأبناء على تطبيق هذه السنة، وتعليمهم أهميتها.
خاتمة
إن سنة النبي ﷺ في ركعتي الفجر ليست مجرد قراءة لسور محددة، بل هي رسالة يومية من الله إلى عباده، تذكرهم بعقيدة التوحيد وتحثهم على الثبات في الإيمان. وكم هو جميل أن يبدأ المسلم يومه بهذه الكلمات المباركة، ليحمل معه نور الإيمان وقوة اليقين في كل خطوة يخطوها خلال يومه.
فلنجعل هذه السنة النبوية جزءًا من صلاتنا اليومية، وننشرها بين الناس، لننال الأجر العظيم ونتبع خطى نبينا الحبيب ﷺ.