صلاة التهجد.. نفحات إيمانية في ظلمة الليل تعد صلاة التهجد من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فهي صلاة يُؤديها المسلم في جوف الليل، بعد النوم ولو لفترة قصيرة، مستشعرًا لذة الوقوف بين يدي الله في وقتٍ يسوده الهدوء والسكون. وقد حثّ النبي ﷺ على إحيائها، وجعلها من أفضل القُربات، إذ قال: “أفضل الصلاة بعد الفريضة، صلاة الليل” (رواه مسلم).

فضل صلاة التهجد

تمتاز صلاة التهجد بمكانة عظيمة في الإسلام، فهي بابٌ للرحمة والمغفرة، وفرصةٌ لتحقيق القرب من الله. ومن فضائلها:

1. استجابة الدعاء: فقد ورد أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، فيقول: “هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟” (رواه البخاري ومسلم).
2. مغفرة الذنوب: التهجد سبب لتكفير السيئات ورفعة الدرجات.
3. علامة على الإخلاص: فهو عبادة خفية لا يراها إلا الله، مما يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
4. راحة للقلب: تمنح المسلم طمأنينة وسكينة، خاصةً مع تلاوة القرآن والتضرع بالدعاء.
5. 

كيفية أداء صلاة التهجد

• تُصلّى ركعتين فأكثر، وليس لها عدد محدد، لكن الأفضل أن تُختم بالوتر.
• يُستحب أن تُؤدى بخشوع، مع إطالة السجود والقيام.
• يمكن قراءة ما تيسر من القرآن، أو اتباع سنة النبي ﷺ بقراءة سور طويلة مثل البقرة وآل عمران.
• يكون الدعاء فيها مستجابًا، لذا يُستحب الإكثار من الدعاء بالمغفرة والرحمة.

أفضل وقت لصلاة التهجد

الوقت الأفضل لها هو الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت الذي يتنزل فيه الله برحمته، فيستجيب للداعين، ويغفر للمستغفرين، كما جاء في الحديث النبوي الشريف.

صلاة التهجد في رمضان

يزداد الاهتمام بصلاة التهجد خلال العشر الأواخر من رمضان، حيث يسعى المسلمون إلى تحري ليلة القدر، التي قال الله عنها: “ليلة القدر خير من ألف شهر” (القدر: 3). ولهذا، تشهد المساجد ازدحامًا بالمصلين في أجواء مفعمة بالإيمان والروحانية.

خاتمة

صلاة التهجد هبة عظيمة من الله لعباده، فهي طريق للتقرب منه، وطلب رحمته ومغفرته. وهي فرصة لمن أراد أن ينير قلبه بنور الإيمان، ويتذوق لذة العبادة في سكون الليل. فلنجعلها جزءًا من حياتنا، خاصةً في الأيام المباركة، ونسأل الله أن يجعلنا من عباده القائمين الساجدين.

لمشاهدة مشاهد حية من هذه الأجواء الإيمانية، يمكنكم متابعة هذا الفيديو عبر الرابط التالي:
مشاهدة الفيديو