مقالات

جوهر الجمل يكتب.. هل تصهين محمد رمضان؟

أثار الفنان المصري محمد رمضان جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إحيائه حفلًا ضخمًا في مدينة كاليفورنيا ضمن مهرجان كوتشيلا الموسيقي بالولايات المتحدة الأمريكية، أحد أكبر المهرجانات الموسيقية في العالم.

الجدل لم يكن هذه المرة بسبب الأغاني أو العروض الاستعراضية، بل كان بسبب الملابس التي ارتداها رمضان خلال الحفل، والرموز التي ظهرت على ملابسه أو حوله على المسرح، والتي اعتبرها كثيرون تحمل إيحاءات سياسية و”تطبيعية”.

ملابس مثيرة للجدل

ظهر محمد رمضان مرتديًا جاكيت جلديًّا أسود مزينًا بنقوش ذهبية، لكن ما لفت الانتباه كان وجود رمز نجمة سداسية صغيرة على أحد أكمام الجاكيت – وهو ما فسّره البعض على أنه نجمة داوود، الرمز الشهير على علم إسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، ارتدى في جزء آخر من الحفل سلسلة معدنية تحمل تصميمًا هندسيًا شبيهًا بـ”الماجِن دايفد” (رمز يهودي تقليدي)، وهو ما أثار تساؤلات عما إذا كانت هذه مجرد مصادفة تصميمية أم رسالة ضمنية.

خلفية المسرح… ورموز مشفّرة؟

الأمر لم يتوقف على الملابس فقط، إذ لاحظ البعض أن خلفية المسرح شهدت عرض رموز ورسومات تتضمن مثلثات متقاطعة، أعلامًا أميركية، وألوانًا قريبة من ألوان علم إسرائيل (الأبيض والأزرق)، ما زاد من حجم التكهنات.

واستخدم رمضان خلال فقرة معينة مؤثرات ضوئية تشبه “نجمة سداسية” تتحرك على الأرضية، الأمر الذي دفع البعض لوصف الحفل بأنه “مليء بالرمزيات التطبيعية”، ومُعدّ بعناية لإيصال رسائل سياسية ناعمة.

ردود الفعل: بين اتهامات التطبيع والدفاع عن الفن

انقسمت الآراء بشدة على مواقع التواصل الاجتماعي،حيث كتب أحد المعلقين على تويتر:

“من الواضح إن محمد رمضان مش بس بيطبع، ده بيبعت رسائل واضحة جدًا. اللبس مش صدفة.”

بينما دافع آخرون عنه قائلين إن ما حدث لا يخرج عن نطاق الاستعراض الفني الغربي، وإن الرموز قد تكون مجرد تصميمات منسوجة في الموضة العالمية لا تحمل دلالة سياسية بالضرورة.

في المقابل، التزم محمد رمضان الصمت التام ولم يعلّق حتى الآن على الصور أو الرموز التي ظهرت في حفله.

هل هي رسالة أم مجرد صدى؟

يرى بعض المراقبين أن رمضان، المعروف بتجربته في الاستفزاز الإبداعي، قد يكون تعمد اللعب على التناقضات لكسب اهتمام إعلامي أوسع، خاصة في السوق الغربي، دون أن يتورط مباشرة في موقف سياسي واضح.

بينما يرى آخرون أن تكرار ظهوره في مواقف مشابهة –من صوره القديمة مع فنانين إسرائيليين في دبي، إلى ملابسه في أمريكا– يجعل من فرضية التعمّد أكثر منطقية.

السؤال الذي يتكرر اليوم في الصحف ومنصات التواصل الاجتماعي هو: هل تصهين محمد رمضان؟ أم أن ما نشاهده هو مجرد زوبعة تأويلات مبالغ فيها لا تستند إلى دليل قاطع؟

الوقت وحده سيكشف إن كانت هذه مجرد “صرعة موضة” مرت مرور الكرام، أم بداية توجه فني جديد محمّل برسائل رمزية… لا تخلو من السياسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى