إيران تهدد قلب تل أبيب وواشنطن وتعلن جاهزيتها للمواجهة
الأزمة الإيرانية الأمريكية… مناورة سياسية وتهديد بحرب شاملة (3)

في تصعيد هو الأخطر منذ سنوات، أطلقت إيران تحذيرات نارية وتهديدات صريحة ضد كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكدةً أن الرد الإيراني سيكون قاسيًا، ويطال قلب العاصمتين في أي محاولة للمساس بأمنها القومي أو العبث بمصالحها في المنطقة
هذا التصعيد جاء عقب سلسلة من التوترات الإقليمية، و تهديدات إسرائيلية وأمريكية بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. لكن الرد الإيراني جاء بلغة مختلفة — لغة الصواريخ، والأنفاق تحت الأرض، وسلاح الردع الجاهز.
حيث أنه في استعراض غير مسبوق، اعتُبر كرسالة تهديد كشفت طهران عن واحدة من أكثر أوراقها العسكرية سرية: شبكة قواعد صاروخية تحت الأرض، مجهزة للإطلاق في أي لحظة ممتدة على مئات الكيلومترات، تُخزن فيها صواريخ باليستية بعيدة المدى، وطائرات مسيّرة هجومية، ونظم رادار وتشويش متطورة. وتم عرض مشاهد مصوّرة تُظهر ممرات تحت الأرض مزودة بمنصات إطلاق محمولة، قادرة على تنفيذ هجمات سريعة ومباغتة.
كما بثّ الإعلام الرسمي الإيراني صورًا لهذه الصواريخ ، مع عبارات تهديد على جدران الأنفاق مثل: “الموت لأمريكا” و”تل أبيب تحت المدى”.
وقال قادة الحرس الثوري: “لم نعد نرد على الهجمات فقط، بل نُعدّ أنفسنا للهجوم أولًا إذا استُهدفنا أو شعرنا أن العد التنازلي قد بدأ”. هذا التصريح يفتح بابًا واسعًا لاحتمالات اندلاع حرب شاملة، لا سيما أن القيادة الإيرانية بدت وكأنها تحررت من ضغوط الداخل والخارج، وراحت تُلوّح بورقة “سلاح الردع الكامل”. وتزامن هذا مع تحركات ميدانية في الخليج العربي، وتحليق مكثّف للطائرات الإيرانية المسيّرة بالقرب من مواقع أمريكية حساسة.
وبناء علي ذلك فإن إيران تبعث برسائل مدروسة، مفادها أن أي مواجهة لن تكون محدودة، بل ستشمل البنية التحتية الحيوية، والمراكز السياسية والعسكرية في العاصمتين واشنطن وتل أبيب. حيث أن الأسلحة الإيرانية قادرة نظريًا على الوصول لأهداف تبعد أكثر من 2000 كيلومتر، ما يجعل معظم الأراضي الإسرائيلية وأجزاء من القواعد الأمريكية في الخليج وأبعد منه، ضمن دائرة الخطر.
وبذلك فإن المعادلة تبدو أكثر هشاشة من أي وقت مضى. فالعواصم الكبرى تراقب، والأنفاق الإيرانية مفتوحة، والصواريخ مصوبة… والكل يتساءل: هل الأيام القادمة تحمل شرارة الحرب التي طالما هددت المنطقة؟
وفي هذا السياق، صرح السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة ل “اليوم” قائلاً “المرجح أن فرص الاتفاق اليوم أكبر من فرص الاختلاف، لكن إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية في التغلب على الخلافات الجوهرية بين الطرفين، وبصفة خاصة مستقبل البرنامج النووي الإيراني، فإنّه ليس من المستبعد لجوء إدارة ترامب إلى خيارات أخرى للتعامل مع إيران، تتدرج من تعظيم العقوبات الاقتصادية لتصل إلى مواجهة عسكرية تركز فقط على المنشآت النووية الإيرانية وقواعد الصواريخ، وربما مصانعها كذلك.” كما أكد هريدي “في كل الأحوال، هذه المواجهة العسكرية لن تتسبب في حرب عالمية ثالثة”.
وفي النهاية تقود إيران حربًا نفسية تهدف إلى ردع خصومها عن أي مغامرة عسكرية، مستفيدة من تعقيدات المشهد الدولي، وتراجع الحسم الأمريكي في ملفات كثيرة. لكن في المقابل، لا تزال إسرائيل تعتبر أن برنامج إيران النووي يشكّل خطًرا ، ولن تتردد في التحرك إذا شعرت أن طهران تقترب من امتلاك سلاح نووي فعلي.
حلقة (1):: أمريكا وإيران على حافة مواجهة.. وحذر من الصين وروسيا
حلقة (2): اللواء سمير فرج لـ”اليوم”: واشنطن تخشى حرب إيران وتسرب الإشعاع النووي