“جنون أم لحظة شيطان” .. كيف أنهى الابن العاق حياة والدته بحجر في ملوي

لم تكن هذه الواقعة مجرد حادثة قتل، بل كانت فاجعة قلبت الموازين وطرحت تساؤلات عديدة عن حدود العقوق والألم، فلم يكن المذنب هنا غريبًا، ولا القاتل متخفيًا، بل كان الابن الذي خرج يومًا من رحم ضحيته .. حدث في الجريمة التي هزّت أرجاء قرية ملوي بالمنيا، ارتكب هذا الابنٌ جريمة لا يمكن تصوّرها بحق والدته، ففي لحظة غضب قرر في إنهاء حياة امرأة كانت قد كرّست حياتها لتربيته ورعايته
لحظة الجريمة:
في لحظة غضب، أو ربما جنون، تحوّل الابن الذي كان يجب أن يكون درعًا لأمه إلى قاتلٍ ينهال عليها بحجر هشّم به رأسها، وأسدل الستار على قصة أمومة لم تعرف يومًا سوى الصبر والعطاء، ليضع حدًا لحياة كانت مليئة بالحب والتضحية؛ ما الذي دفعه لفعل ذلك؟ وكيف كانت هذه اللحظة نهاية مأساوية لأسرة كانت تسعى للسلام؟ تفاصيل الجريمة تفتح أبوابًا من الحزن والأسئلة التي ستظل بلا إجابة؟
كانت السيدة الستينية تعيش في منزلها البسيط بمركز ملوي، بين جدران حملت ذكريات عمرها وتنهيدات الليالي الطويلة .. ابنها، شاب في العقد الثالث من العمر، كان يسكن معها، تتأرجح علاقتها به بين الحنان والتوتر، كأن الهموم أثقلت كاهل كل منهما بطريقته الخاصة.
لم تكن الخلافات بينهما جديدة، لكنها في ذلك اليوم خرجت عن السيطرة .. صوت الشجار ارتفع، الأبواب ارتجّت، والقلوب التي كانت مطمئنة باتت تستشعر الخطر، لحظات قليلة فقط كانت كفيلة بتبديل القدر
في لحظة ما صرخ الابن،ثم اندفع نحوها، حمل حجرًا ثقيلًا، وضربها به في الرأس دون أن يتردد، لم تصرخ الأم، ولم تقاوم؛ وقعت على الأرض بصمت موجع، بينما بقي هو واقفًا، يتنفس كمن أزاح عن قلبه ثقلًا، قبل أن يدرك أنه للتو قتل قلبه الحقيقي.
تفاصيل البلاغ:
عندما تلقت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن المنيا بلاغًا يفيد بوقوع جريمة قتل داخل منزل عائلي، وعلى الفور، انتقلت قوات الأمن والإسعاف إلى الموقع، حيث عُثر على جثة الأم وقد تعرضت لإصابات بالغة في الرأس، ما أدى إلى وفاتها فورًا، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى ملوي التخصصي، فيما أحيل المتهم إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
وكشفت التحريات الأولية أن الواقعة جاءت نتيجة خلافات متكررة بين الشاب ووالدته، تفاقمت بسبب ظروف أسرية، وتحولت إلى مشاجرة قام فيها الشاب بضرب والدته بحجر ضخم على منطقة الرأس، ما أسفر عن وفاتها على الفور.
شهود العيان أشاروا إلى أن الشاب كان يعاني من اضطرابات نفسية، وربما لم يكن بكامل وعيه ساعة الجريمة. النيابة العامة باشرت التحقيق، وأمرت بفحص الحالة النفسية للمتهم، وتشريح الجثمان لتحديد أسباب الوفاة بدقة، كما تواصل قوات الأمن الاستماع إلى كافة الشهود لفك لغز اللحظة الفاصلة بين الشجار والجريمة.