الهند: باكستان تتحرك للهجوم.. وباكستان ترد بـ”البنيان المرصوص”

تصاعد التوتر بين الهند وباكستان بشكل لافت خلال الساعات الماضية، مع إعلان الجانبين تعزيز وجودهما العسكري على الحدود، وسط تبادل للاتهامات بشن هجمات واستهداف منشآت مدنية.
وأعلنت القوات المسلحة الهندية، السبت، أنها رصدت تحركات عسكرية “تصعيدية” من جانب باكستان، حيث نقلت الأخيرة وحدات من جيشها إلى مناطق متقدمة على طول خط التماس.
وأكدت المتحدثة باسم القوات الجوية الهندية، فيوميكا سينغ، أن تلك التحركات “تعكس نوايا هجومية”، مشددة على أن القوات الهندية في “حالة تأهب عملياتي قصوى”.
وأضافت سينغ أن القوات الهندية تمكنت من إحباط “أعمال عدائية باكستانية خلال الليل”، وردت عليها “بشكل مناسب”، لافتة إلى أن نيودلهي ملتزمة بعدم التصعيد، “شريطة أن يلتزم الطرف الآخر بالمثل”.
كما اتهم الجيش الهندي باكستان باستهداف منشآت طبية وتعليمية في الشطر الهندي من كشمير، بينما أفادت مصادر رسمية بوقوع عدة انفجارات في بلدة بارامولا الواقعة في الإقليم المتنازع عليه.
في المقابل، أعلنت هيئة الطوارئ الباكستانية سقوط 13 قتيلاً وإصابة نحو 50 آخرين في قصف هندي طال الشطر الباكستاني من كشمير.
عملية “البنيان المرصوص” ورد باكستاني
يأتي هذا التصعيد بعد إعلان الجيش الباكستاني إطلاق عملية عسكرية تحت اسم “البنيان المرصوص” فجر السبت، رداً على ما وصفه بهجمات جوية هندية استهدفت ثلاث قواعد جوية داخل الأراضي الباكستانية. وأكدت إسلام آباد أنها قصفت عدة مواقع هندية في المقابل.
وفي سياق متصل، صرّح وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار بأن بلاده مستعدة لوقف التصعيد، مشيراً إلى أن “الكرة الآن في ملعب الهند”. وأضاف أن إسلام آباد لا تسعى لتوسيع رقعة المواجهة، لكنها “سترد على أي اعتداء”.
مصادر إعلامية باكستانية وهندية تحدثت عن اتصال هاتفي جرى بين الجانبين لاحتواء الموقف، إلا أن أي جهة رسمية لم تؤكد هذه المعلومة حتى الآن.
جذور الأزمة: هجوم باهالغام
تأتي هذه التطورات بعد الهجوم الدامي الذي شهدته مدينة باهالغام السياحية في إقليم كشمير في 22 أبريل الماضي، والذي أودى بحياة 26 شخصاً. وقد حمّلت الهند باكستان مسؤولية الهجوم، متهمة إياها برعاية الجماعة المنفذة، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة.
يُذكر أن إقليم كشمير يشهد نزاعاً مستمراً بين الهند وباكستان منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، وخاض الطرفان من أجله ثلاث حروب، بينما يشكل كل تصعيد عسكري تهديداً خطيراً نظراً إلى امتلاك البلدين للسلاح النووي.