إيران تطلق الدفعة العاشرة من “الوعد الصادق”..وترامب يهدد :”نعرف أين يختبئ المرشد”
خبير في الشؤون الدولية: واشنطن لن تغامر بإشعال صراع مباشر مع طهران

في تصعيد جديد ضمن سلسلة المواجهات المتواصلة منذ خمسة أيام، أعلنت إيران، اليوم الثلاثاء، عن إطلاق دفعة جديدة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، في إطار عملية “الوعد الصادق 3″، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني.
وذكر التلفزيون أن هذه هي الدفعة العاشرة من الهجمات، مشيراً إلى أن العملية تشمل صواريخ ومسيّرات هجومية، تم إطلاقها من قبل الحرس الثوري الإيراني، حسب ما أوردته وكالة “تسنيم” الإيرانية.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد صواريخ أُطلقت من إيران باتجاه أراضي الدولة، مؤكدًا أن منظومات الدفاع الجوي تعمل على اعتراض التهديدات في الوقت الراهن.
وفي ضوء هذه التطورات، طلب الجيش من السكان المدنيين في المناطق المستهدفة الدخول فورًا إلى المناطق المحمية والبقاء فيها حتى إشعار آخر.
كما صرّح العميد علي رضا طلائي نك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، اليوم الثلاثاء، بأن طهران تمتلك ترسانة متطورة من الأسلحة المصنعة محليًا. وأضاف: “نمتلك يداً ممتلئة في المجال العسكري، وقد زودنا قواتنا المسلحة بأحدث التقنيات. اليوم استخدمنا أحد صواريخنا المتقدمة لأول مرة، ولم يتمكن العدو من اعتراضه”.
وأكد طلائي نك أن قدرة إسرائيل على الصمود تتآكل، قائلاً: “هذه الحرب لها أبعاد صلبة وناعمة. في ساحة القتال الصلب، ترد قواتنا المسلحة بقوة، والعدو يشعر تمامًا بمدى هشاشته. وعلى المستوى الاستراتيجي، الكيان الصهيوني لا يملك القدرة على خوض حرب طويلة، وسينهار قريباً بإذن الله”.
ترامب: “نعرف أين يختبئ المرشد.. لكنه ليس هدفنا الآن”
في تطور لافت، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة شديدة اللهجة إلى إيران، داعيًا إياها إلى “الاستسلام غير المشروط”.
وفي منشور نشره على منصته “تروث سوشيال”، قال ترامب: “نحن نعرف بالضبط أين يختبئ من يُسمى بـ’المرشد الأعلى’. إنه هدف سهل، لكنه آمن في مكانه ولسنا بصدد تصفيته على الأقل في الوقت الحالي. صبرنا بدأ ينفد”.
وأضاف: “لدينا الآن سيطرة كاملة وتامة على السماء فوق إيران. أنظمتهم الدفاعية لا تُقارن بالتكنولوجيا الأميركية المصنوعة في الولايات المتحدة. لا أحد يتفوق علينا في ذلك”.
تأتي هذه التطورات في وقت بالغ الخطورة، إذ يتواصل تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل منذ فجر الجمعة، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع إلى حرب إقليمية شاملة قد تشمل أطرافًا دولية وإقليمية فاعلة.
إبراهيم الدراوي: إسرائيل تفقد السيطرة وإيران لم تستخدم أوراقها البحرية بعد
وفي هذا السياق، صرّح الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون العربية والدولية إبراهيم الدراوي في تصريحات خاصة لـ”اليوم”، أن تأثير الحرب بين إسرائيل وإيران لن يقتصر على الاقتصاد الإيراني فقط، بل سيمتد ليشمل اقتصاديات العالم بأسره.
وأشار إلى أن “هناك تطورًا خطيرًا مؤخرًا بعد إعلان طهران إمكانية غلق مضيق هرمز أمام التجارة العالمية في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب، ما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية واسعة”.
وأضاف الدراوي أن : “ما يحدث اليوم بين الإدارة الإسرائيلية والإيرانية هو حرب غير تقليدية،ولن تكون تقليدية في أي حال من الأحوال ونجد أن إيران قد تفوقت في هذه المرحلة، خاصة بعدما كانت إسرائيل تُوجه الضربات دون رد، أما اليوم فهناك ردود صاروخية مباشرة ومؤثرة علي الجانب الإسرائيلي “.
وأوضح أن “هناك نحو 5 ملايين لاجئ إسرائيلي في الملاجئ، فضلًا عن تقارير عن إسرائيليين يدفعون مبالغ طائلة ليتم تهريبهم بحرًا إلى أوروبا، في ظل إغلاق المطارات، مما سيكون له انعكاسات سلبية شديدة على الاقتصادين الإسرائيلي والإيراني”.
ونوّه إلى أن “رغم الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تتعرض لها طهران، لكن الخسائر على الجانب الإسرائيلي أكثر تأثيرًا لأن الشعب الإسرائيلي معتاد على الرفاهية ولا يستطيع تحمل البقاء في الملاجئ، وهناك مظاهرات اليوم تطالب نتنياهو بوقف الحرب.”.
كما أكد علي أن المشكلة الأساسية تكمن في إمكانية تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أن أي تدخل مباشر قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية. وهناك توقعات بعقد جلسات حوارية بين الجانبين الأمريكي والإيراني، لكن من غير المتوقع أن تتراجع إيران أو تتنازل، خاصة أنها تريد أن تجعل الجانب الإسرائيلي هو من يطلب وقف الحرب،
السيناريوهات المتوقعة
ويرى الدراوي أن “توقيع الدول العربية على بيان يطالب بوقف الحرب من قبل إسرائيل يعكس فهمًا دقيقًا للموقف، حيث إن إيران ليست الطرف البادئ بالحرب، بل هي ترد على العدوان. ولهذا كانت التصريحات العربية ذكية جدًا، وركزت على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على طهران، وهو السيناريو الذي من الممكن أن تدفع به الإدارة الأمريكية إذا رغبت في احتواء التصعيد، وقررت التدخل دبلوماسيًا”.
وأكد أن “الهدف الإسرائيلي لم يعد وقف البرنامج النووي الإيراني فقط، بل السعي لإسقاط النظام، وهو أمر مستبعد في ظل الحروب، لأن الحكومات تصمد ولا تسقط الأنظمة بسهولة ، والشعوب تلتف حولها أمام العدوان الخارجي”.
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب عن إجلاء الأمريكيين من طهران، أوضح الدراوي أن “هذا إجراء احترازي طبيعي في ظل انعدام الأمان في العاصمة الإيرانية،، ولا يدل على تصعيد مباشر من قبل أمريكا حيث أن الولايات المتحدة لم تشارك حتى الآن في الحرب، رغم دعمها العلني لإسرائيل،ومنحها ضوءًا أخضر غير مباشر، لكنها لن تغامر بإطلاق إيران لصواريخها على قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط، والتي تضم حوالي 40 ألف جندي أمريكي.”.
إبراهيم الدراوي :السلاح البحري لم يُستخدم بعد
ولفت الدراوي إلى أن “إيران لم تستخدم بعد قوتها البحرية أو الغواصات في توجيه ضربات، رغم أنها نقطة تفوقها الكبيرة في الشرق الأوسط مقارنة بإسرائيل والولايات المتحدة وحتى بريطانيا، التي كانت تصطدم بالبحرية الإيرانية في مواجهات بحرية وتنسحب”.
وأضاف: “استخدام القوة البحرية قد يغير موازين المعركة لصالح إيران، خاصة أنها لا تمتلك أسطول طيران قوي، لكنها تملك أسطولًا بحريًا وقوة صاروخية مرعبة، قد تُستخدم ضد الحاملات البحرية الأمريكية، ما سيشكل تهديدًا كبيرًا”.
وقال الكاتب الصحفي :” نرحب جدا بخطوة إرسال ويتكوف، مبعوث الرئيس ترامب، إلى الشرق الأوسط، وأيضًا زيارة نائب الرئيس الأمريكي للحديث مع الإيرانيين. وهناك من يرى أن إيران قد تستجيب، ولكن التفاوض بشأن الملف النووي الآن ليس كما كان قبل الحرب. وأعتقد أن إيران ستكون أكثر قوة في أي مفاوضات قادمة، إذا وافقت أصلًا على الجلوس للتفاوض، خصوصًا أنها رفضت المشاركة في اجتماع الأحد الماضي عقب الهجوم الإسرائيلي”
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن “التصعيد العسكري مستمر ولكن الولايات المتحدة تتعامل حتى الآن بمنطق اقتصادي بحت،والاقتصاد هو نقطة ضعف ترامب، ومضيق هرمز هو كلمة السر التي تُحجم الإدارة الأمريكية حتى الآن عن منح إسرائيل صواريخ قادرة على الوصول إلى المفاعل النووي الإيراني الموجود تحت الجبال، وهو هدف لا يمكن تدميره إلا بسلاح أمريكي”.
كما أكد أن هناك انقسامًا داخل الإدارة الأمريكية بشأن تسليح إسرائيل بالسلاح القادر على اختراق المنشآت النووية الإيرانية المحصنة داخل الجبال، وهو ما يُفسّر الحذر الأمريكي”.