📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
أخبار

ملتقى السيرة النبوية بالأزهر: “فتح خيبر” يكشف المنهج النبوي في مواجهة فتن اليهود

كتب:مصطفى على

شهد الجامع الأزهر الشريف، مساء الأربعاء، انعقاد اللقاء الأسبوعي لملتقى “السيرة النبوية” تحت عنوان:
“المنهج النبوي في التعامل مع إثارة الفتن والتحريض فتح خيبر نموذجًا”، بمشاركة نخبة من أساتذة الأزهر وعلمائه، وبحضور جمهور من المتابعين والمهتمين بسيرة النبي ﷺ.

اللقاء الذي أقيم تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبإشراف فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، شهد مداخلات عميقة من كل من:

أ.د. خالد عبد النبي عبد الرازق، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر

أ.د. حبيب الله حسن أحمد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر

وأدار الحوار الإعلامي الدكتور بهاء عبادة، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.

د. حبيب الله: محاربة الفساد أساس الرسالات السماوية.. والفتن أخطر أدوات الخراب

استهل الدكتور حبيب الله كلمته بالتأكيد على أن الفساد وإثارة الفتن هما العدو الأكبر لحياة الشعوب واستقرارها، مشددًا على أن جوهر الرسالات السماوية كان دائمًا يقوم على الدعوة إلى الله ومحاربة الفساد، وهو ما ظهر جليًا في خطابات الأنبياء لأقوامهم كما ورد في القرآن الكريم.

وأشار إلى أن التحريض على الكراهية وإثارة الفتن الطائفية هو أحد أشكال الفساد في الأرض، وأن الإسلام دعا دائمًا إلى الحفاظ على السلم الأهلي ومنع التعدي، مستشهدًا بالآية الكريمة:

تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًّا في الأرض ولا فسادًا.”

وأوضح أن الإسلام تعامل مع الفتن بمنهجية واقعية ومتكاملة، تبدأ بالحجة والبرهان عندما تكون الفتنة فكرية أو كلامية، ولكن عندما تتحول إلى خطر وجودي وعدواني، يصبح الرد الحاسم ضرورةً شرعيةً، كما في قوله تعالى:

“وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة.”

غزوة خيبر.. مواجهة منهجية مع التحريض والعداء اليهودي

قدّم الدكتور حبيب الله غزوة خيبر كنموذج تطبيقي للمنهج النبوي في التعامل مع الفتن، مؤكدًا أن هذه الغزوة لم تكن عدوانية بل جاءت ردًّا على تحالفات يهودية خطيرة ضد المسلمين، ومحاولاتهم المستمرة لإثارة القلاقل من داخل المدينة وخارجها.

وأشار إلى أن النبي ﷺ قدّم الدعوة السلمية إلى الإسلام قبل القتال، حرصًا على الدماء، مما يعكس روح الإسلام الحقيقية التي لا تلجأ إلى القوة إلا دفاعًا عن النفس ودرءًا للفتنة.

كما حذّر من أن الكيان الصهيوني المعاصر يسير على النهج ذاته الذي سلكه يهود خيبر من قبل، عبر تحريف الحقائق وتزييف الوقائع، ومنها الادعاء الباطل بوجودهم “التاريخي” في فلسطين، وهو ما وصفه بأنه “خرافة تسوقها الصهيونية الحديثة بدعم دولي مفضوح”، مؤكدًا أن الدين لا يمكن أن يكون مبررًا للاحتلال والقتل.

د. خالد عبد النبي: الفتن اليهودية في عهد النبوة تكشف مكرًا شديدًا والرد النبوي نموذج للرفق والقيادة

من جهته، قدّم الدكتور خالد عبد النبي مداخلة تحليلية تناول فيها أساليب اليهود في إثارة الفتن ضد النبي ﷺ والمسلمين، مؤكدًا أن تاريخهم مليء بالمكائد والخداع.

واستدل بموقف لافت، عندما جاء وفد من اليهود إلى رسول الله ﷺ وقالوا له ساخرين: “السام عليك” أي “الموت عليك”، فردت السيدة عائشة رضي الله عنها بحدة، غير أن النبي ﷺ قال لها:

“يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، وقد قلتُ: وعليكم.”

وأوضح الدكتور خالد أن هذا الموقف يجسد المنهج النبوي في ضبط النفس، والرد بالحكمة لا بالعنف، مؤكدًا أن هذا الأسلوب هو ما مكّن النبي ﷺ من كسب القلوب قبل الانتصار في المعارك.

وأشار إلى أن اليهود لم يحترموا معاهدات السلم التي أبرمها النبي ﷺ معهم، وكانوا ينقضونها مرارًا لإشعال الفتن، مما أدى إلى وقوع صدامات دفاعية، كان آخرها فتح خيبر الذي جاء نتيجة لسلسلة طويلة من التحريض والتآمر على الدولة الإسلامية الفتية.

بهاء عبادة: الفتن الإعلامية أخطر سلاح.. والتحقق من المعلومات واجب وطني

اختتم الإعلامي الدكتور بهاء عبادة اللقاء بالتأكيد على خطورة الفتن الإعلامية والمعلومات الكاذبة التي تُستخدم لهدم المجتمعات من الداخل، داعيًا إلى التحقق من المصادر وعدم الانجرار وراء الشائعات التي تستهدف وحدة الدولة وتماسك الشعوب.

وأشار إلى أن تاريخ اليهود في إثارة الفتن ليس مجرد صفحات من الماضي، بل هو منهج متجدد يستخدم الإعلام، والمكر السياسي، والدعم الخارجي، من أجل زعزعة استقرار المجتمعات.

الملتقى الأسبوعي.. سيرة نبوية بروح العصر

جدير بالذكر أن ملتقى “السيرة النبوية” يُعقد كل أربعاء في رحاب الجامع الأزهر الشريف، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبإشراف مباشر من وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، ويهدف إلى:

إحياء السيرة النبوية بمنهج علمي رصين

تحليل المواقف التاريخية بروح معاصرة

استخلاص الدروس التربوية والدعوية والقيادية من حياة النبي ﷺ

ويحظى الملتقى بمتابعة واسعة من جمهور المهتمين بالفكر الإسلامي، والباحثين في السيرة، وطلاب الأزهر، بوصفه منبرًا للوعي الحضاري والديني، يعيد قراءة التراث النبوي في ضوء تحديات العصر.
السيرة النبوية ليست تاريخًا.. بل طريق للنهضة

أكّد المحاضرون في ختام اللقاء أن سيرة النبي محمد ﷺ ليست مجرد وقائع تاريخية، بل هي مشروع إصلاحي شامل، يواجه الفتن بالحق، وينشر الرحمة في وجه العداوة، ويُقدّم نموذجًا متكاملًا في القيادة والبناء المجتمعي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights