الرئيسيةعرب-وعالم

المجاعة في غزة… أجساد تتحلل حية من الجوع والألم

الصحة بغزة: أعداد المتقاطرين بأقسام الطوارئ تفضح حقيقة المجاعة

تقرير: مروة محي الدين

في إفادة صحفية يبدوا منها عِظَم الألم، لخصت وزارة الصحة بغزة حال المواطنين في ظل المجاعة التي نشبت مخالبها في القطاع، بينما يحاول الاحتلال وداعميه إنكارها، فقالت: “إن أعداد المتقاطرين إلى أقسام الطوارئ وأعداد الوفيات التي طالما حذرنا من حدوثها، تعري حقيقة المجاعة في القطاع  على الرغم من كل المحاولات البائسة لنفيها”

وذلك بعد أن أعلنت الوزارة اليوم- الأربعاء: استشهاد 7 أشخاص بسبب المجاعة وسوء التغذية في 24 ساعة الماضية، بينهم طفل أكل الجوع جسده، ليرتفع إجمالي أعداد شهداء المجاعة وسوء التغذية في غزة إلى 154 حالة وفاة، بينهم 89 طفلًا.

ولم يكتف الاحتلال بقتل أهالي بغزة بالجوع والعطش، بل استمر في نهجه بقتل منتظري المساعدات، فمنذ فجر اليوم قتلت نيران قوات الاحتلال 16 شهيدا أثناء انتظارهم المساعدات عند نقاط التوزيع، وسط غزة وجنوبها؛ وكما فعلت ذلك بالجوعى فعلته بالعطشى، حيث أصاب قصف مسيرة إسرائيلية 7 من منتظري مياة الشرب في مواصي مدينة رفح منذ فجر اليوم.

أجساد تتحلل حية

مع تفاقم الألم، راحت وسائل إعلام فلسطينية ترويه بالقصة الإنسانية،  عبر نماذج لأطفال يصارعون الموت وتتخل أجسادهم من الجوع بينما هم رسميا على قيد الحياة، وهي الرسالة التي أعيت ناقلها، فشكى “أنس الشريف”- مراسل الجزيرة في شمال غزة- من عدم قدرته على احتمال الألم والجوع بينما ينقله أمام الكاميرا، وقال: “يخنقني الألم، ويغلبني الجوع فأصمت للحظة، ثم أواصل الحديث…”.

وهكذا استمر السرد، حيث روت شبكة قدس الإخبارية حكاية الشاب “حمزة مشمش- 25 عامًا”، الذي أكل جسده الجوع وسوء التغذية ونقص الرعاية، إذ أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويحتاج إلى كثير من العناية التي حرمه إياها الحصار وإغلاق المعابر، فيحيا يصارع الموت داخل خيمة في النصيرات وسط القطاع.

أما الطفلة “هدى أبو النجا- 12 عامًا” التي أذاب الجوع جسدها الرقيق، فلن يتبقى منه سوى 19 كجم من العظام المنهكة، المحرومة من الرعاية الطبية، وهي المريضة بحساسية القمح، فزادها سوء التغذية ألما على ألم، وتركها هيكلًا عظميًا يحمل بقايا حياة، لعل أحدا في هذا العالم يسمع أنينها قبل أن يصمت، محولا إياها إلى رقم ضم تعداد ضحايا المجاعة التي فرضها الاحتلال على القطاع.

قتل الحامل جوعًا

الحامل في زمن الحرب في غزة، هي واحدة من اثنين: إما تلك المرأة المعجزة التي تعيش ظروفا كارثية وتتحداها لتصل بجنينها بر الأمان- حسب مدير الإغاثة الطبية في غزة، أو تلك الانتحارية التي مضت طريقا تقتلها أهواله في النهاية.

وتقوم من استطاعت النجاة بحملها ليواجهها تحدٍ آخر، تحدث عنه مدير الإغاثة الطبية في غزة، حين نفى وجود “أي مستلزمات طبية للمواليد الجدد في القطاع”، فيكون رغبتها بالنجاة بطولها بعد خروجه للحياة صعوبة كارثية فرضها عليها الاحتلال وهي المرأة الواهنة، التي لم تشف من آلام الحمل والولادة.

وبينما أحصت منظمة العمل ضد الجوع نقل 20,000 طفل للمستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، ما يؤكد التفشي الحاد للمجاعة في القطاع، أشارت إلى حاجة 150.000 امرأة حامل ومرضع و300.000 طفل دون الخامسة الماسة إلى مكملات علاجية، بسبب سوء التغذية.

إقرأ:

هندسة التجويع 

“الكارثة الإنسانية في غزة تُذكر بالمجاعة في إثيوبيا ونيجيريا في القرن الماضي”… هكذا وصف برنامج الأغذية العالمي حال القطاع في بضع كلمات، تبعها بتحذير من نفاد الوقت قبل إطلاق استجابة إنسانية شاملة، مشددا على الخطر المحقق بغزة بسبب المجاعة.

وبتنويه عبر الأرقام، أكد البرنامج أن شخصا واحدا من كل ثلاثة أشخاص من سكان القطاع، يقضي أياما دون تناول لقمة خبز أو طعام، فيما يواجه 75٪ منهم مستويات طارئة من الجوع، ويعيش 25٪ المتبقين ظروفا شبيهة بالمجاعة.

فيما فتحت الأونروا أبواب الحديث عن العطش والمياة النظيفة، مؤكدة أن الحصول عليها أضحى تحدٍ يومي، يخوضه الأطفال الذين يقفون في طوابير طويلة بالساعات تحت أشعة الشمس للحصول على المياة، مشيرة إلى تفاقم الأزمة في غزة وسط صمت عالمي مطبق.

وقد لفت ذلك الوضع المتفاقم بغزة نظر أكبر المنظمات اليهودية في بريطانيا، وهو مجلس النواب اليهودي، الذي دعى إلى زيادة المساعدات إلى غزة بسرعة ودون قيود وعبر جميع القنوات المتاحة، حيث يرى أن خطوة إدخال المساعدات تأخرت كثيرا، رافضًا استخدام الغذاء سلاح في الحرب من أي طرف- حسب جريدة الجارديان البريطانية.

لكن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة قد تحدث محدودية المساعدات التي سمح الاحتلال بدخولها للقطاع، وكيف ساعد العصابات التي يدعمها لسرقة معظمها حتى قتل عناصر التأمين المسؤولة عن حمايتها لتمرين العصابات من سرقتها، وعدم وصولها لمستحقيها، وكيف فشلت عمليات الإنزال الجوي في توصيل المساعدات الضئيلة الحجم للأهالي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights