تقارير-و-تحقيقات

مدرس الصحافة بالأزهر: الرأي العام الجمعي على “السوشيال ميديا” أدى إلى تكريم “هايدي” وأهمل الرجل المحتاج

كتب: محمود حسن محمود

قال الدكتور أحمد عرفات، مدرس الصحافة بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة  لـ “اليوم”، إن مواقع التواصل الاجتماعي ركزت بشكل كبير على دعم الطفلة “هايدي” التي ظهرت في مقطع فيديو وهي تساعد أحد المحتاجين، سواء بالدعم المادي أو المعنوي، معتبراً أن ذلك “حقها الطبيعي”.

وأضاف عرفات: “المشكلة أن المحتاج نفسه اختفى من المشهد، وكأن الفيديو كان الهدف منه إبراز الطفلة فقط، بينما يظل الشخص الذي يحتاج المساعدة بعيداً عن دائرة الاهتمام”.

وتابع: “السوشيال ميديا للأسف بتعبد اللقطة بشكل سطحي، بينما الأهم أن ندعم المحتاج ونسأل عنه بدل الانشغال فقط بالمظاهر”.

وأكد عرفات أن من الضروري التنويه إلى أن السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير على مستويين:

  • المستوى الأول: تشكيل أو تغيير الرأي العام، بل وصناعة رأي عام جمعي تجاه قضية معينة، سواء أكان ذلك إيجابياً أم سلبياً.
  • المستوى الثاني: التأثير المباشر على صانع القرار في تبني اتجاه معين في رؤيته.

وأوضح أن هذا ما حدث بالفعل في قضية الطفلة “هايدي”، إذ أن مجرد رواج الفيديو على “فيس بوك” أدى إلى تكوين رأي عام جمعي إيجابي تجاهها، وهو ما انعكس على صانع القرار الرسمي وغير الرسمي وأدى إلى تكريمها.

وأشار إلى أنه في المقابل، لم يتكون رأي عام جمعي تجاه الرجل المحتاج، الذي ظهر في الفيديو نفسه، وبالتالي لم يحظ بأي تعاطف رسمي أو غير رسمي، وكأنه لم يكن موجوداً، وهو ما يستدعي –بحسب قوله– اهتمام الدولة بهذا الجانب، فضلاً عن طرح تساؤلات عديدة: لماذا لم يتعاطف رواد السوشيال ميديا مع حالة الرجل المحتاج مع أنها أولى بالتعاطف؟ وما مستوى تأثير السوشيال ميديا على صانع القرار؟

المجلس القومي للطفولة يكرم الطفلة هايدي

وفي سياق متصل، كرمت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، الطفلة هايدي محمد أحمد نسيم ونصبتها سفيرة المجلس للرحمة، تقديراً لموقفها النبيل، حيث استقبلتها وأسرتها اليوم الأربعاء بمقر المجلس، وأهدتها درع المجلس وبعض الهدايا العينية تكريماً لها.

وأعربت “السنباطي” عن تقديرها للموقف الإنساني الذي قامت به الطفلة الصغيرة، حين فضلت أن تمنح ثمن كيس “شيبسي” لأحد المواطنين في الشارع تعاطفاً معه، مؤكدة فخرها بهذا التصرف العفوي الذي لاقى إعجاب الجميع، وموجهة التحية لأسرتها التي غرست في ابنتهم قيم البذل والعطاء والإيثار، مشيرة إلى أنها ستحرص على الحضور معها في أول يوم دراسي لها بالمدرسة لتكريمها وسط زملائها.

وأوضحت أن ما قامت به الطفلة يعكس قيماً تربوية وإنسانية رفيعة يجب أن تُحتذى، مؤكدة أن المجلس يتبنى دائماً دعم النماذج الإيجابية من الأطفال لتعزيز روح المبادرة والرحمة، مشددة على أن العطاء لا يقتصر على الدعم المادي فقط، بل يشمل كل أشكال المساندة الإنسانية التي تُدخل السرور على القلوب وتخفف من معاناة الآخرين.

وفي ختام تصريحاته، قال دكتور أحمد عرفات إن تكريم “هايدي” شعبياً ورسمياً يعكس تمسك المجتمع المصري بالقيم التقليدية الراسخة، لكنه يظل دعوة للتفكير في كيفية الموازنة بين الاهتمام بـ”اللقطة” ودعم المحتاج الحقيقي الذي يستحق الرعاية أولاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights