إن قرار الدكتور أسامة أزهري وزير الأوقاف بعودة الكتاتيب من القرارات المهمة العبقرية التي تعيد الي الأسرة المصرية المعاونة الحقيقية في التنشئة الدينية وتربية الطفل علي تعلم أصول الاسلام من خلال الفصول التي يتم التحفيظ بها داخل المساجد في انحاء الجمهورية وحبذا لو تم ذلك تحت اشراف وزارة الأوقاف وبمعاونة الأزهر الشريف لتوفير الكفاءات من الحفاظ والمقرئين الذين يحملون علي عاتقهم تربية وتعليم وتهذيب النشيء وتحفيظهم أصول الدين الاسلامي الحنيف حيث انحرف الاعلام مؤخرا بالنشيء الي المسلسلات والافلام الهابطة وانتشرت في المجتمع مظاهر الخلاعة والمجون وكان لابد من قرار حكيم لمساعدة الأسرة المسلمة في تربية أبنائها علي أسس علمية سليمة
وانها بحق خطوة موفقة في طريق الاصلاح الاجتماعي فهذه الكتاتيب هي من أخرجت لنا الأئمة والحفاظ وكثير من الاجيال السابقة قد نالهم شرف حضور هذه الحلقات سواء في المساجد أو في فصول تحفيظ في دور المناسبات الملحقة بالمساجد
لقد تأخر هذا القرار كثيرا ولكنه جاء وخير أن جاء في هذا التوقيت الذي حدث فيه فراغ تربوي كبير نتيجة تنحي المدرسة عن فصول التربية الفكرية والذهنية والسلوكية وجري الاهتمام بالعلوم البحتة والتي لا تبني أسس تربوية سليمة للشخص فعلي الإنسان أن يتعلم كيفية التعامل مع ربه أولا ثم مع المجتمع ويتعلم احكام التعامل وأسس وقواعد الشرع الحكيم التي اذا التزمنا بها لأصبحنا مجتمعا متماسكا قويا رشيدا يعرف الحق واياه يتبع
تحية لهذا القرار من القلب وأتمني أن يتم وضع برنامج تشجيعي لحفظة القرآن وتنظم لهم مسابقات لزيادة روح التنافس كما أتمني أن يقوم الأزهر الشريف تحت إدارته الرشيدة وفضيلة شيخه الموقر الدكتور احمد الطيب بطباعة منهج مختصر لطلاب الكتاتيب يكون علي مراحل حسب الفئات العمرية وهذا المنهج يحتوي علي ما صح من احاديث واقاويل فقهية بعيدا عن الاختلاف والمسائل الخلافية وبذلك يكون هناك تكامل في رسالة الاوقاف مع ارشاد وتعاون الأزهر الشريف من أجل بناء الإنسان المصري علي أساس ديني واجتماعي سليم
