حكايات الفن

لماذا أوصي بدفنه في مصر؟.. قصة الأغاخان الرابع كريم الحسيني

كتب_جوهر الجمل 

تشهد مدينة أسوان، غداً الأحد، إقامة جنازة رسمية للأمير كريم الحسينى آغاخان، الآغاخان الرابع، والإمام الـ49 للطائفة الإسماعيلية النزارية، والذى توفي مساء الثلاثاء في مدينة لشبونة البرتغالية عن عمر يناهز 88 عامًا، وتم نقله إلى أسوان لدفنه فيها.

ويشارك اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، فى جنازة توديع الآغاخان الرابع، من خلال الجنازة الرسمية التى تتحرك من أمام مقبرة العقاد حتى ميدان الدكتور مجدى يعقوب أمام مجمع محاكم أسوان، ثم يتم التحرك بالجثمان ليدفن فى مثواه الأخير، فى مقبرة الآغاخان غرب أسوان والتى يرقد فيها الأغاخان الثالث السلطان محمد شاة الحسينى، حيث بنى مقبرة فخمة على ربوة جميلة عالية تم بناؤها على الطراز الفاطمى.

وقد تصدر الأمير كريم الحسيني، المعروف بـ آغاخان الرابع، محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية بعد خبر وفاته ودفنه في مصر، ولكن يبقي السؤال “من هو الأغاخان كريم الحسيني؟.. ولماذا أوصي بدفنه في مصر؟”.

وفي السطور التالية يستعرض موقع “اليوم” جوانب من حياته

وُلِد آغا خان الرابع كريم الحسيني في 13 ديسمبر 1936 في جنيف، ثم انتقل إلى نيروبي بكينيا حيث نشأ، وكانت أجواء طفولته محاطة بالتعلم والشغف، حيث التحق بمعهد “لو روزي” في جنيف قبل أن يتابع دراسته في جامعة “هارفارد” وتخصص في التاريخ الإسلامي.

وفي عام 1957، تولى زعامة الطائفة الإسماعيلية ليصبح الإمام التاسع والأربعين، في وقت كان فيه لا يزال طالبًا في العشرين من عمره، والرجل الذي يعد وريثًا لدولة النزارية في آلموت والتي نعرفها باسم الحشاشين.

آغا خان الرابع لم يكن مجرد زعيم ديني، بل كان شخصية ذات رؤية في مجالات متعددة، استخدم ثروته الهائلة التي وصلت لـ 13 مليار دولار من استثمارات متنوعة، ليقوم بمشروعات تنموية وصحية لفائدة مجتمعه، وكان له دور بارز في تحديث منطقة كوستا سميرالدا الفاخرة في سردينيا وركز على تحسين نوعية الحياة لأتباعه في المناطق النامية.

يُعد هذا الرجل أطول من تولى الإمامة النزارية، حيث أنه معروف بمؤسساته العاملة في مجال تنمية المدن الإسلامية، وسبق له أن تبرع بالأموال التي وظفت في إنشاء حديقة الأزهر بالقاهرة، والتي ذكرت قصته وقصة النزارية في كتاب “الحشاشون صفحات من تاريخ وأساطير النزارية“.

وقد تولي الأمير الراحل كريم الحسيني “الأغاخان الرابع” قيادة الطائفة الإسماعيلية في العشرين من عمره، حيث ورث مقاليد حكم سلالة مسلمة شيعية تضم حوالي 15 مليون شخص في 35 دولة حول العالم، كما عُرف باستثماره  في ريادة الأعمال ليصبح واحدًا من أغنى الحكام الوراثيين في العالم.

وبعد وفاته كشفت وكالة رويترز أن الأمير الراحل، الذي توفي بعد ما يقرب من سبعة عقود من عمله كزعيم روحي للطائفة الإسماعيلية، سيدفن في مصر بحسب وصيته، بمراسم دفن خاصة في محافظة أسوان غداً الأحد الموافق 9 فبراير 2025، وذلك فقًا للإمامة الإسماعيلية.

كيف حكم الآغا خان الرابع؟

في خطاب تسلم فيه القيادة، قال آغا خان: “لا يُتوقع من الإمام أو زعيم دينه أن ينسحب من الحياة اليومية، بل على العكس من ذلك، يُتوقع منه أن يحمي مجتمعه ويساهم في تحسين نوعية حياتهم”. وهذه الكلمات كانت بمثابة مبادئ توجيهية له خلال فترة قيادته.

عُرف آغا خان بمواجهته للعديد من الأزمات الحديثة التي واجهت أتباعه، كالاضطرابات السياسية في بعض الدول مثل أوغندا وطاجيكستان. فبفضل علاقاته الجيدة، تمكن من إقناع الحكومات بقبول اللاجئين من المسلمين الإسماعيليين الذين هُجِّروا.

على سبيل المثال، خلال فترة حكم الدكتاتور الأوغندي عيدي أمين، نجح في تأمين هجرة آلاف المسلمين الإسماعيليين إلى كندا.

حياة الآغا خان الرابع

كان للحياة الشخصية لآغا خان جوانب مهمة أيضًا. تزوج لأول مرة من جوان (يارد بولر) في عام 1969، ثم انطلق في رحلة الحياة الأسرية التي نتج عنها ثلاثة أطفال.

لاحقًا، تزوج من الألمانية جابرييل تيسن زو لينينجن، وأنجب منها ابنًا واحدًا قبل أن ينفصلا. كان لديه شغف بفروسية الخيل، وقد ورث هذه الشغف من عائلته الثرية في هذا المجال.

توفي الأمير كريم الحسيني آغا خان الرابع عن عمر يناهز 88 عامًا في منزله بالعاصمة البرتغالية لشبونة.

ووفقًا للبيان الصادر عن الإمامة الإسماعيلية، سيُدفن في أسوان بمصر بعد مراسم جنائزية ستقام بحضور زعماء الطائفة وأعضاء من الحكومة البرتغالية وشخصيات بارزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى