📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
مقالات

أحمد فؤاد يكتب: رمضان والانتصارات عندما اجتمع الصيام بالنصر

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

شهر رمضان ليس مجرد فترة للصيام والعبادة فحسب، بل هو أيضًا شهر البطولات والانتصارات التي غيرت مجرى التاريخ الإسلامي والعربي. ففي هذا الشهر الفضيل، لم يكن الجهاد مقتصرًا على الجهاد الروحي فقط، بل امتد ليشمل ميادين القتال.

حيث سجلت الأمة الإسلامية والعربية أعظم انتصاراتها، بدءًا من معركة بدر الكبرى، مرورًا بفتح مكة، وصولًا إلى معركة عين جالوت، وأخيرًا حرب العاشر من رمضان (6 أكتوبر 1973)، التي أعادت للأمة العربية كرامتها وكسرت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”.

رمضان.. من محراب العبادة إلى ساحات القتال

يعتقد البعض أن رمضان شهر للسكينة فقط، حيث تنخفض فيه وتيرة العمل ويقل الجهد البدني، لكن التاريخ الإسلامي يحمل بين طياته حكايات أخرى. فقد شهد هذا الشهر معارك غيرت مجرى التاريخ، كان فيها الصيام مصدر قوة، وليس عائقًا أمام النصر.

فعندما وقعت معركة بدر الكبرى في السابع عشر من رمضان، كان المسلمون في موقف لا يُحسدون عليه، قلة في العدد والعدة، أمام جيش قريش المدجج بالسلاح. ورغم ذلك، انتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا، ليكون هذا الحدث نقطة تحول في التاريخ الإسلامي.

وفي رمضان أيضًا، دخل النبي محمد ﷺ مكة فاتحًا، دون قتال يُذكر، ليضرب مثالًا في العفو والتسامح عندما قال لأهلها: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، وهو ما كان انتصارًا للقيم الإنسانية قبل أن يكون نصرًا عسكريًا.

أما في القرن الثالث عشر الميلادي، فقد شهد رمضان واحدة من أعظم المعارك الإسلامية، معركة عين جالوت، التي أوقف فيها الجيش المسلم بقيادة سيف الدين قطز زحف المغول، بعد أن كانوا قد دمروا بغداد وأسقطوا الخلافة العباسية.

كان انتصار المسلمين في عين جالوت نقطة تحول حاسمة في مواجهة المغول، وأنقذ الحضارة الإسلامية من الدمار.

العاشر من رمضان.. انتصار العصر الحديث

وبينما سجل التاريخ الإسلامي هذه المعارك الكبرى، لم يكن العصر الحديث مختلفًا. ففي العاشر من رمضان عام 1393 هـ، الموافق 6 أكتوبر 1973، انطلقت القوات المصرية في واحدة من أعظم العمليات العسكرية في العصر الحديث، عندما قررت مصر وسوريا شن حرب مفاجئة لاستعادة أراضيهما المحتلة منذ نكسة 1967.

كان الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الصيام سيُضعف الجنود المصريين، وأن توقيت الهجوم في الثانية ظهرًا لن يكون مناسبًا لشن حرب، لكن المفاجأة كانت صادمة.

ففي لحظات قليلة، انهالت أكثر من 200 طائرة مصرية على مواقع العدو، وتلاها قصف مدفعي كثيف شلّ تحركات القوات الإسرائيلية.

لكن اللحظة الحاسمة كانت عندما بدأ الجنود المصريون في عبور قناة السويس، مستخدمين قوارب مطاطية بسيطة، متحدين كل الصعاب. تمكن سلاح المهندسين من تحطيم خط بارليف، ذلك الحاجز الترابي الذي وصفته إسرائيل بأنه “لا يُقهر”، باستخدام المياه فقط!

فقد كان المشهد أشبه بمعجزة، حيث تدفقت القوات المصرية على الضفة الشرقية للقناة، لترفع الأعلام المصرية فوق أرض سيناء المحتلة.

الإرادة تصنع المستحيل

لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية، بل كانت درسًا في الإرادة والتخطيط، حيث استطاع الجندي المصري، بروحه القتالية العالية، أن يثبت أن القوة الحقيقية لا تكمن في السلاح فقط، بل في العزيمة والإصرار.

كما أظهرت الحرب دور الوحدة العربية، حيث قدمت دول الخليج دعمًا اقتصاديًا وسلاح النفط كسلاح استراتيجي ضد الدول الداعمة لإسرائيل، بينما شاركت دول مثل الجزائر والعراق والمغرب بقوات عسكرية لدعم الجبهتين المصرية والسورية.

رمضان.. شهر الروح والانتصار

ما يجمع بين هذه الانتصارات جميعًا هو أنها وقعت في رمضان، الشهر الذي يُعرف بروحانيته وصيامه، لكنه كان أيضًا شهر القوة والتحدي. ربما كان الإرهاق والصيام عوامل صعبة، لكن الإيمان بعدالة القضية كان دافعًا أقوى، سواء في بدر، أو في فتح مكة، أو في عين جالوت، أو في حرب أكتوبر.

إن دروس رمضان التاريخية تعلمنا أن الانتصار ليس مجرد تفوق عسكري، بل هو مزيج من الإيمان، والإرادة، والتخطيط السليم. فكما قال الرئيس الراحل أنور السادات بعد نصر أكتوبر: “إن الأمة التي تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت بشرف، يهب الله لها الحياة بعزة وكرامة.”

ختامًا.. رمضان سيظل شاهدًا على أمجاد الأمة

يظل رمضان شهرًا تتجلى فيه أعظم معاني التضحية والانتصار، حيث يتجدد فيه الأمل، وتُستعاد فيه الأمجاد.

فكما حقق المسلمون نصرهم الأول في بدر، وحرروا مكة في العشرين من رمضان، وأوقفوا المغول في عين جالوت، فإن المصريين والعرب استعادوا كرامتهم في العاشر من رمضان.

ويبقى السؤال: هل سنستلهم من هذه الانتصارات دروسًا لصنع مستقبل أكثر إشراقًا لأمتنا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights