حذر زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، من خطورة توسع إسرائيل في المنطقة، مشيراً إلى أن الأوضاع الراهنة قد تؤدي إلى بيع فلسطين مرة أخرى، مما يسهل وصول تل أبيب إلى الحدود العراقية، في ظل تصعيد إقليمي غير مسبوق.
وقال الصدر، عبر حسابه على منصة “إكس”: “قد علمنا وحذرنا مما ستؤول إليه الأوضاع في غزة بل وفي غيرها، فوجود العدو الصهيوني في المنطقة لن يؤول إلى ما يُحمد عقباه. ها هو العدو يعاود قصف المدنيين والأطفال بغطاء أمريكي إرهابي وقح، وقد اكتفى الكثيرون بالسكوت والتفرج على شهداء غزة وأطفالها ونسائها وهم صرعى بصواريخ الإرهاب الصهيوأميركي، وإما أن يصرعهم الجوع والعطش بسبب حصار دولي مطبق بلا رادع إنساني ولا شرعي”.
وأضاف أن الأوضاع الحالية تسير نحو بيع فلسطين مرة أخرى، محذراً من أن الصهيونية قد تتوسع بسهولة في الأراضي العربية والإسلامية بمساعدة بعض الجهات، مما قد يؤدي إلى وصول إسرائيل إلى الحدود العراقية، وهو أمر “يريده العدو أولاً وبالذات”، حسب تعبيره.
استئناف القصف الإسرائيلي وتصاعد الضحايا
يأتي هذا التحذير في وقت استأنفت فيه إسرائيل قصفها المكثف على قطاع غزة بعد توقف استمر قرابة شهرين، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة “حماس” في 19 يناير الماضي.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد القتلى جراء الغارات الإسرائيلية إلى 418 قتيلاً، بينهم أكثر من 175 طفلاً و85 امرأة، فيما تجاوز عدد المصابين 630 شخصاً، وسط دمار واسع في الأحياء السكنية والبنية التحتية.
وتعاني المستشفيات في القطاع من ضغط هائل بسبب نقص الإمدادات الطبية وانقطاع التيار الكهربائي، حيث أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن 15 مستشفى باتت خارج الخدمة كلياً، بينما تعمل 7 مستشفيات فقط بشكل جزئي.
تصاعد التوتر الإقليمي
بالتزامن مع استمرار القصف الإسرائيلي، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً عسكرياً، حيث شنت تل أبيب عدة غارات على مواقع تابعة لـ”حزب الله”، رداً على إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه الجليل المحتل.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية قصفت منشأة لنقل النفط في إقليم كراسنودار الروسي بثلاث طائرات مسيّرة، بعد ساعات فقط من محادثة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، في خطوة وصفها الكرملين بأنها “استفزازية” قد تؤثر على جهود التهدئة.
وتصاعدت التحذيرات من إمكانية امتداد الصراع في المنطقة إلى العراق، خصوصاً في ظل التحركات الإسرائيلية المكثفة وتواجد القوات الأمريكية في عدة قواعد عسكرية داخل البلاد.
وكانت الحكومة العراقية قد أدانت في وقت سابق الغارات الإسرائيلية على غزة، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لوقف الانتهاكات بحق الفلسطينيين.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى السؤال: هل يشهد الشرق الأوسط مزيداً من التصعيد، قد يمتد ليشمل العراق؟
