الرئيسيةعرب-وعالم

انفجار ميناء إيران.. هل تقف خلفه شحنة “وقود صواريخ” صينية؟

شهد ميناء بندر عباس الاستراتيجي جنوب إيران، صباح اليوم السبت، انفجارًا هائلًا أدى إلى إصابة 516 شخصاً على الأقل، بحسب ما أفادت به السلطات الإيرانية.

وخلّف الانفجار دمارًا كبيرًا طال مبانٍ إدارية ومركبات قريبة من موقع الحادث، ما استدعى إعلان حالة الطوارئ القصوى في مستشفيات المدينة.

وأفادت الوكالة الرسمية في إيران “تسنيم” أن قوة الانفجار كانت ضخمة إلى حد أن موجاته الانفجارية شعرت بها مناطق تبعد أكثر من عشرة كيلومترات عن الميناء، فيما سارعت فرق الإغاثة إلى إجلاء المصابين وإخماد الحرائق التي اندلعت في محيط الحادث.

في الساعات الأولى بعد الكارثة، تحدثت وسائل الإعلام الرسمية عن “حادث عرضي” ناجم عن انفجار في مخزن للوقود، غير أن مع تقدم التحقيقات، اتجهت التقديرات نحو تفسير أكثر خطورة، مرتبط بشحنة مواد كيميائية حساسة.

خلفيات الشحنة المنكوبة

تشير المعلومات المتوفرة إلى أن الحاوية التي انفجرت كانت جزءاً من شحنة أكبر وصلت إلى إيران خلال الأشهر الماضية.

وتوضح المعطيات أن مصدر الشحنة هو ميناء تايتسانغ الصيني القريب من مدينة شنغهاي، وقد نُقلت عبر سفينتي الشحن الإيرانيتين “جلبن” و”جيران”.

ووصلت الشحنات تباعًا إلى ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس خلال الفترة الممتدة بين يناير ومارس 2025، ضمن برنامج إمداد خاص يهدف إلى تعزيز قدرات إيران الصاروخية عبر توفير وقود صلب متقدم للصواريخ الباليستية.

ويعد ميناء بندر عباس أحد أهم الموانئ الحيوية في إيران، نظراً لوقوعه على مضيق هرمز الاستراتيجي، كما أنه يحوي مرافق عسكرية مهمة تابعة للحرس الثوري، ما يضفي أبعاداً إضافية للحادث.

تحقيقات تكشف طبيعة المواد

في تصريحات خاصة لموقع “اليوم”، أوضح الباحث المتخصص في الشأن الإيراني محمود شعبان أن هناك مؤشرات قوية تفيد بأن الانفجار نجم عن مادة بيركلورات الصوديوم، وهي مادة كيميائية شديدة الاشتعال تستخدم بشكل رئيسي في صناعة وقود الصواريخ.

وقال شعبان إن “الشحنة التي وصلت مؤخراً احتوت على كميات ضخمة من بيركلورات الصوديوم، قُدرت بأكثر من 1000 طن، وهي كمية كافية لدعم إنتاج مئات المحركات الصاروخية العاملة بالوقود الصلب”.

وأضاف أن طريقة وقوع الانفجار، وشدة موجته التدميرية، تتطابق مع انفجارات هذا النوع من المواد الكيميائية الحساسة.

وأشار إلى أن السلطات الإيرانية ربما تتكتم على طبيعة المادة لاعتبارات سياسية وأمنية، خاصة في ظل تزايد الضغوط الإقليمية والدولية المتعلقة ببرنامج طهران الصاروخي.

البعد العسكري للحادث

تُعد بيركلورات الصوديوم عنصراً أساسياً لتحضير بيركلورات الأمونيوم، المستخدم في إنتاج وقود الصواريخ الباليستية مثل طرازي “خيبر شكن” و”الحاج قاسم”.

وتكمن أهمية هذه الصواريخ في اعتمادها على الوقود الصلب، مما يمنحها سرعة جاهزية أعلى وقدرة على المناورة الفورية مقارنة بالصواريخ العاملة بالوقود السائل.

وبحسب محمود شعبان، فإن إيران كثفت جهودها منذ عام 2023 لتطوير منظومتها الصاروخية بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مصانع ومخازن تابعة لها في سوريا والعراق.

وأضاف شعبان أن استيراد مواد مثل بيركلورات الصوديوم عبر الموانئ المدنية، ثم نقلها إلى منشآت عسكرية، أصبح أحد الأساليب المفضلة لدى طهران لتجاوز القيود والعقوبات.

سيناريوهات مفتوحة

حتى الآن، لم يصدر بيان رسمي من السلطات الإيرانية يحدد بشكل قاطع أسباب الانفجار أو طبيعة الحاويات المتفجرة.

غير أن استمرار التكتم الرسمي يثير تساؤلات في الأوساط الإقليمية والدولية حول احتمال أن تكون الكارثة مرتبطة بأنشطة عسكرية غير معلنة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights