مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: العداء القديم يتجدد ولكن بمسميات مختلفة!

وقف” ترمب” اليوم يتحدث بصلف وكبرياء، وغرور عن الحرب الدائرة الآن بين إيران واسرائيل، والتي هي في الحقيقة حربٌ بين إيران والغرب وعلى رأسه أمريكا، والتي من المفترض أن تكون هي التي تفصل بين الدول في مثل هذه النزاعات، حيث يوجد بها مجلس الأمن الذي يوفر الأمن للدول عامةً دون استثناء، ويُعد المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين، لكنها للأسف أصبحت غير ذلك، وهذا يعود يذكرنا بما حدث عام 1071م، عندما أرادت الأمبراطورية البيزنطية بقيادة ” رومانوس” على رأس جيش كبير عتاده مئتا ألف مقاتل، لمقاتلة المسلمين من الدولة السلجوقية، لعدم تقدمهم إلى بلادهم ونشر الإسلام فيها، فاتجه بجيشه إلى ” ملاذكرد” حيث تمركز جيش السلاجقة، فأرسل ” ألب أرسلان” دليلًا يجمع معلومات عن عتاد القوات البيزنطية، ليصله الخبر بضخامة الأعداد، فما كان من القائد” أرسلان” إلا أنه أرسل يطلب من ” ريمانوس” هدنة وصلحًا معهم، ولكنه رفض وطلب منه الإستسلام التام دون أي شروط، كما يفعل الآن ” ترمب” مع حماس وإيران، فما كان من ” أرسلان” إلا أنه على الفور بدأ بالتحدث مع جنوده، وبث روح الجهاد في نفوسهم، وفضله العظيم عند الله -عز وجل-، فاشتعل الحماس في نفوس الجنود، وتحنطوا وتجهزوا للشهادة في سبيل الله ودحر الأعداء قبل أن ينالوا منهم ومن بلادهم.

وبدأت المعركة؛ مئتا مقاتل من الجيش البيزنطي مقابل خمسة عشر الفًا مقاتلًا من المسلمين، وبالمنظور البشري ليس هناك تكافؤ أبدًا، وحتمًا ستكون الخسارة من نصيب الأقل عددًا، كما هو الآن نجد أن إسرائيل وأمريكا يتفاخرون بقوة السلاح الجوي والصواريخ والبوارج البحرية وغيرها من الأسلحة المتطورة، بالإضافة للسلاح النووي ويهددون بها إنهاء العالم العربي والإسلامي، لدرجة أن ” ترمب” من صلفه قال: إن لم تستسلم إيران دون شرط، ستنتهي وسينتهي الأمر على نهاية الأسبوع المُقبل وقد يكون قبل هذا، لكن ” أرسلان” دخل المعركة وانتصر على القوى العظمى البيزنطية، بل وقام بأسر قائد الجيش ” ريمانوس” وتم التفاوض مع القائد ” أرسلان” وذلك لإطلاق سراحه، وبالفعل تم الإتفاق على دفع الجزية وإطلاق سراحه، وبهذا قد كُسِرَ غرور ” رومانوس” وما استطاع أن يواصل مسيرته السياسية والعسكرية، فاعتزل بعيدًا وظل يتعبد في ديره حتى مات.
وكانت معركة ” ملاذكرد” سببًا في التمدد الإسلامي الذي جاء ” ريمانوس” ليوقفه، لكنه ما استطاع ورغم عنه انتشر الحكم الإسلامي ونشر العدل بين الناس، وظل المسلمين يحكمون هذه البلاد لما يقارب قرنين من الزمان.

هناك عدم ثقة تجاه إيران؛ تلك الدولة الفارسية الأصل، من قِبل العرب، بخلاف البعض ممن يتبعون اعتقاداتهم ويعتنقون مذهبهم الشيعي، فمن المعلوم أن الفرس لديهم نظرة دونية واستعلائية للعرب، بل واحتقار شديد لكل من هو غير فارسي، لذلك كانوا يقومون بشن الحملات العسكرية ضد العرب لإخضاعهم للحكم الفارسي، ونشر معتقاداتهم كما حدث في العراق، وسوريا، ولبنان، واعتناق معظمهم للمعتقد الشيعي، لذلك هم لا ينسون أبدًا تلك المعركة التي كانت سببًا في نهاية الامبراطورية الفارسية، بعدما تم هزيمتهم هزيمة نكراء في معركة القادسية التي كانت بقيادة ” سعد ابن أبي وقاص” وظلوا يكيدون حتى قاموا بقتل أمير المؤمين” عمر بن الخطاب” بخنجر الغدر من المجوسي ” أبو لؤلؤة”.

لذا على البلاد العربية والإسلامية ألا ينخدعوا بما يدور، وإظهار الدور البطولي لإيران ووقوفها في وجه اسرائيل وقيامها برشقها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وتدمير منشئات لديها وخلافه، والتهديد بقتل ” خامنئي” ، بل اعلموا إنها خطة وتبديل أدوار، وأدركوا- يرحمكم الله- أن التاريخ يعيد نفسه، وأنهم ملة واحدة وأجتمعوا معًا للقضاء على حماس في غزة الأبية؛ تلك البوابة الرئيسية لمصر، ومن المعلوم أن مصر العمود الفقري للعالم العربي الإسلامي ويريدون كسره؛ لأنهم على يقين بأنهم لا يستطيعون أن يقوموا بتنفيذ مخططهم هذا إلا بإسقاط مصر، وهذا- بإذن الله- لم يحث، حفظ الله مصر وجميع العالم العربي والإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights