📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

سنّة الفجر والفريضة.. دار الإفتاء تحسم الجدل لا نافلة بعد الإقامة

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

 

تقرير:مصطفى على

 

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال تكرر كثيرًا بين المصلين يتعلق بحكم صلاة سنة الفجر إذا أُقيمت الصلاة المفروضة قبل أدائها وجاء السؤال نصًّا: “دخلت المسجد لصلاة الفجر وقد أُقيمتِ الصلاة ولم أُصلِّ السنة، فهل أدخل مع الإمام أم أبدأ بالسنة؟ وهل يختلف الحكم إذا استيقظت بعد طلوع الشمس؟”

وجاء رد الإفتاء واضحًا ومفصلًا، مستندًا إلى أصول فقهية وأحاديث نبوية وآراء المذاهب الأربعة، حيث أوضحت أن الأصل في صلاة سنة الفجر أن تؤدى قبل الفريضة، لكن إذا أقيمت صلاة الفجر، فالأولوية تكون للفريضة، وينبغي للمكلف أن يدخل مع الإمام مباشرة دون تأخير، ثم يقضي السنة لاحقًا بعد انتهاء الصلاة.

ركعتا الفجر.. نفحة ربانية لا تقدر بثمن

سلطت دار الإفتاء الضوء على فضل ركعتي سنة الفجر، ووصفتها بأنها من أعظم السنن المؤكدة، لدرجة أن النبي ﷺ لم يكن يتركها لا في الحضر ولا في السفر، وكان يوصي بالمحافظة عليها أشد من سائر النوافل.

روت السيدة عائشة رضي الله عنها قول رسول الله ﷺ:

«ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها».
وفي رواية أخرى قالت:
«كان النبي ﷺ لا يدع ركعتي الفجر أبدًا، حتى في السفر».

وأكد الإمام النووي في شرحه أن الحديث يحمل دلالة عظيمة على مكانة هذه السنة، حيث اعتبرها خيرًا من كل متاع الدنيا مجتمعة. وفي ذات السياق، أورد الإمام ابن القيم أن النبي ﷺ كان يواظب على سنة الفجر والوتر فقط في السفر، مما يبيّن علو قدرها بين النوافل.

كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ:

«لا تدَعُوا ركعتَي الفجر وإن طردتكم الخيل»، وهو تحذير بليغ من تركها مهما كانت الظروف، دلالة على أفضليتها وأهميتها الروحية.

متى تُصلى سنة الفجر؟ وما الحكم إذا فات وقتها؟

أوضحت دار الإفتاء أن سنة الفجر تصلى قبل الفريضة مباشرة، وذلك لحديث النبي ﷺ:

«ركعتان قبل صلاة الغداة» (صلاة الفجر).

وأكدت الدار أن هذه الركعتين ضمن الاثنتي عشرة ركعة النافلة التي تُبنى بها القصور في الجنة، كما جاء في الحديث:

«من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة، بني له بيت في الجنة» (رواه الترمذي والطبراني).

ولكن، إذا فاتت سنة الفجر بسبب نوم أو غفلة، فيجوز للمسلم أن يقضيها بعد الفريضة، وهو ما فعله النبي ﷺ وصحابته، خاصة إذا فاتته بسبب نوم حتى طلعت الشمس.٠

اختلاف المذاهب في الترتيب بين السنة والفريضة

أثارت مسألة أداء سنة الفجر بعد إقامة الصلاة خلافًا بين العلماء، وقد فصلت دار الإفتاء القول فيه، مستعرضة آراء المذاهب الأربعة:

الحنفية:

رأوا أن المكلف يُراعي الجمع بين الفضيلتين، فإن كان يخشى فوات ركعة واحدة من الفريضة، صلى السنة ثم دخل مع الإمام، أما إذا خشي فوات الصلاة كلها، فيدخل في الفريضة مباشرة.

المالكية:

فرّقوا بين من كان داخل المسجد أو خارجه، فإن كان داخل المسجد وأقيمت الصلاة، وجب عليه ترك السنة والدخول مع الإمام، أما إذا كان خارج المسجد ولم يخش فوات ركعة، جاز له أن يصلي السنة ثم يدخل.

الشافعية والحنابلة:

اتفقوا على أن لا صلاة نافلة بعد الإقامة، أكان المكلف سيُدرك ركعة أو لا، ويجب الدخول في الفريضة فورًا.

القول الفصل من دار الإفتاء: لا نافلة بعد إقامة المكتوبة

استنادًا إلى حديث النبي ﷺ:

«إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة» (رواه مسلم)،
أكدت دار الإفتاء أن المختار للفتوى هو الدخول مع الإمام مباشرة في صلاة الفجر متى أُقيمت، سواء خشي المصلي فوات الركعة الأولى أم لا.

كما استشهدت الدار بحديث آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ خرج للصلاة فوجد رجلًا يصلي والناس على وشك الصلاة، فقال له:

«أصلاةً مع صلاة؟!» (رواه الطبراني)، في إشارة واضحة إلى عدم جواز الجمع بين نافلة وفريضة في وقت واحد.

خلاصة الحكم: ترتيب السنن مستحب.. لكن الجماعة أولى

اختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن ترتيب السنن مع الفرائض مستحب وليس واجبًا، وأن حضور صلاة الجماعة مقدم على أي نافلة إذا أُقيمت الصلاة، خاصة صلاة الفجر.

وأشارت إلى أن السنة الفجرية يمكن تعويضها بعد الصلاة أو عند ارتفاع الشمس، كما أن الحرص على أدائها قبل الفريضة من علامات التقوى والاجتهاد في العبادة، ولكن الخلل في الترتيب لا يبطل الصلاة ولا ينقص أجر الفريضة.

ودعت دار الإفتاء عموم المسلمين إلى الاهتمام بسنة الفجر والحرص على أدائها يوميًا، مع مراعاة الترتيب ما لم يُقم الإمام للصلاة، تحقيقًا للاتباع وتحقيقًا لفضائل السنن التي وردت فيها الأحاديث النبوية الصحيحة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights