أثارت تصريحات أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد أن ادعى أن بعض المسلمين في المنطقة قد شوهوا معاني شهر رمضان المبارك لأغراض سياسية وأيديولوجية.
وذهب “أدرعي” إلى وصف الفصائل الفلسطينية ومحور المقاومة مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي بـ”الإرهابيين”، مدعيًا أنهم استخدموا اسم الدين والمقاومة لتبرير العنف وتدهور الأوضاع في العديد من المناطق.
وفي تعليق على هذه التصريحات، أكدت الدكتورة منى عيد، الخبيرة في مجال التحقق من الأخبار الزائفة، أن ما أعلنه أدرعي يعد جزءًا من حملة دعائية ممنهجة تهدف إلى تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتقديمها كعامل رئيسي في “تدهور” الأوضاع.
وأوضحت “عيد” في تحليلاتها أن تصريحات أدرعي تمثل نموذجًا من “الدعاية السوداء” التي تهدف إلى تزييف الواقع وتحريف الحقائق لخلق انطباع زائف في الرأي العام الدولي.
وقالت الدكتورة منى عيد إنّ “أدرعي” يستخدم الأسلوب نفسه الذي تتبعه الآلة الإعلامية الإسرائيلية لشيطنة فصائل المقاومة الفلسطينية في وقت حساس، إذ يتزامن هذا النوع من التصريحات مع محاولات إسرائيلية مستمرة لإخفاء ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني، سواء في القدس أو غزة أو الضفة الغربية.
وأضافت أن هذه التصريحات لا تعكس الواقع على الأرض، بل هي محاولة يائسة لإلقاء اللوم على الضحايا، بدلًا من الاعتراف بالجوانب المأساوية التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي.
كما أكدت الخبيرة الإعلامية أنّ شهر رمضان يمثل للشعوب الإسلامية فترة روحانية وتضامن اجتماعي بعيدًا عن أي أجندات سياسية، ومن هنا، فإن محاولة ربط شهر رمضان بالأيديولوجيات السياسية والعنف هي محاولة لتشويه صورة هذا الشهر المبارك، الذي يتميز بالتسامح والتكافل.
وأشارت منى عيد إلى أنّ التحقق من الأخبار وتفكيك التصريحات الزائفة يشكل خطوة حاسمة في مواجهة دعاية الاحتلال الإسرائيلي، إذ يجب على وسائل الإعلام والجمهور أن يكونوا أكثر وعيًا بالأهداف الخفية وراء مثل هذه التصريحات التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام الدولي.
